جاءَ الشتاءْ
برعودهِ وبروقهِ ومطرهُ وصواعقهُ وزلزالهُ وغيومهُ وريحهُ وبردهُ.
فنامت الطبيعه في احضانه وخلقت الاشجار سترها.
فظلت ترتجف عند سلطان الشتاء.
حتى اذا ما بكت الايام على جمود الارواح .
هب البرد من مكمنه فكسا الارض والاشجار والقبور حلة ثلجيه بيضاء.
وتوارت الشمس خجلا وخوفا من أكفان الطبيعه وراء غيوم المغرب.
بعد ما احمرت من خجلها واصفرت ثم توارت كما يتوارى وجه حسناء.
لقد تأملت الارض فلم أر فيها غير بقايا مودة درست مع مرور الاجيال.
وحب بقى أثره بين أضالع الطبيعه وهناك حيث تقطب جبين الطبيعه،
وأسدل عليها ظلام خفيف ،
ظهر القمر يتهادى في القبة الزرقاء،
فعكس نوره على ذلك الجليد الجامد.
فظهرت الاشجار كأنها ربات خدر أكتسين أقنعة بيضاء،
لكي يذهبن الى مخادعهن .
وطوت الارض خضرتها فغشاها البياض.
وهكذا ظهرت كصفحة مرآة معتمه.
بياض سطحها ملتو لألتواء الطريق.
سرت وانا لم أسمع الا صوت نفسي حتى خلوت عند المقبره حيث كستها الثلوج.
فوق اكفان سكانها وسكتت اشجار الصنو وصفصفت وحبست الطبيعه انفاسها فلم أرى شيئا ولم أسمع شيئا.
فقلت هذه هي مساكن الارواح،
وملجأ الاحداث .
هنا حيث تبيت الاجسام، وتهيم الارواح، في أعلى الفضوات.
فتملأ ارجاء المقبره ومسارها وسرائرها.
وهنا وهنا حولت وجهي الى جبل شاهق فلم أرى ألا هيكلا
جامدا يصغي الى همسات روحي.
تنبت على سفحه الاشجار العاليه كأنها بقايا شعور شبح ألتف بملاءة بيضاء.
وهبت الريح في هذه الآونه وسمع صفيرها .
فأرتد باب المقبره من نفسه .
فأرتعدت من موقفي وكأني شعرت بأن القبور فتحت عما بها لتسمع نفس شتائمها وأشمئزازها..
فلم أرى بدأ من الرضوخ لارتجافي.
حيث ركضت ملتفتا الى ورائي خيفة الارواح والجثث حتى أمنت على نفسي عند باب كوخ مهجور.
وحتى دنت عرائس الفجر وسكتت الرياح وسكنت أنا لسكونها فقلت في نفسي:
قد أتيت لهذه المقبره لافتش عن حبي في مدينة الاموات بعدما عجزت عن لقياه في مدينة الحياة.
فلم أجده ولن أجده حتى يراني أرتجف وأموت عند تساقط
الثلوج وهبوب الرياح..
فرات
برعودهِ وبروقهِ ومطرهُ وصواعقهُ وزلزالهُ وغيومهُ وريحهُ وبردهُ.
فنامت الطبيعه في احضانه وخلقت الاشجار سترها.
فظلت ترتجف عند سلطان الشتاء.
حتى اذا ما بكت الايام على جمود الارواح .
هب البرد من مكمنه فكسا الارض والاشجار والقبور حلة ثلجيه بيضاء.
وتوارت الشمس خجلا وخوفا من أكفان الطبيعه وراء غيوم المغرب.
بعد ما احمرت من خجلها واصفرت ثم توارت كما يتوارى وجه حسناء.
لقد تأملت الارض فلم أر فيها غير بقايا مودة درست مع مرور الاجيال.
وحب بقى أثره بين أضالع الطبيعه وهناك حيث تقطب جبين الطبيعه،
وأسدل عليها ظلام خفيف ،
ظهر القمر يتهادى في القبة الزرقاء،
فعكس نوره على ذلك الجليد الجامد.
فظهرت الاشجار كأنها ربات خدر أكتسين أقنعة بيضاء،
لكي يذهبن الى مخادعهن .
وطوت الارض خضرتها فغشاها البياض.
وهكذا ظهرت كصفحة مرآة معتمه.
بياض سطحها ملتو لألتواء الطريق.
سرت وانا لم أسمع الا صوت نفسي حتى خلوت عند المقبره حيث كستها الثلوج.
فوق اكفان سكانها وسكتت اشجار الصنو وصفصفت وحبست الطبيعه انفاسها فلم أرى شيئا ولم أسمع شيئا.
فقلت هذه هي مساكن الارواح،
وملجأ الاحداث .
هنا حيث تبيت الاجسام، وتهيم الارواح، في أعلى الفضوات.
فتملأ ارجاء المقبره ومسارها وسرائرها.
وهنا وهنا حولت وجهي الى جبل شاهق فلم أرى ألا هيكلا
جامدا يصغي الى همسات روحي.
تنبت على سفحه الاشجار العاليه كأنها بقايا شعور شبح ألتف بملاءة بيضاء.
وهبت الريح في هذه الآونه وسمع صفيرها .
فأرتد باب المقبره من نفسه .
فأرتعدت من موقفي وكأني شعرت بأن القبور فتحت عما بها لتسمع نفس شتائمها وأشمئزازها..
فلم أرى بدأ من الرضوخ لارتجافي.
حيث ركضت ملتفتا الى ورائي خيفة الارواح والجثث حتى أمنت على نفسي عند باب كوخ مهجور.
وحتى دنت عرائس الفجر وسكتت الرياح وسكنت أنا لسكونها فقلت في نفسي:
قد أتيت لهذه المقبره لافتش عن حبي في مدينة الاموات بعدما عجزت عن لقياه في مدينة الحياة.
فلم أجده ولن أجده حتى يراني أرتجف وأموت عند تساقط
الثلوج وهبوب الرياح..
فرات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق